قبل أن تتسرع ويأخذك حماسك لتبدأ بوضع خطة المحتوى، عليك أن تتريث لتقف أمام بعض الخطوات الهامة التي يجب القيام بها قبل مثل التخطيط ووضع استراتيجية المحتوى.
ويمكن أن نتناول استراتيجية المحتوى من خلال 6 خطوات أساسية:
1- قم بتحديد أهدافك من المحتوى
قبل أن تبدأ بكتابة أي شيء، وقبل وضع استراتيجية المحتوى يجب أن تتأكد من وجود هدف أساسي وواضح، أو حتى أهداف ثانوية، فتحديد الأهداف يعني أن كل ما تعدّه من محتوى يجب أن يخدم تلك الأهداف ويعمل على تحقيقها، هناك أهداف أساسية تنطبق على معظم الأعمال، وهي جذب المزيد من العملاء المحتملين أو المزيد من الجمهور، ولكن في هذه الحالة يجب أن نحدد من هو الجمهور المستهدف أصلاً؟ بالطبع يجب أن تقوم بتحديد أهداف المحتوى حسب أهداف المشروع الذي تعمل به، وبالتالي عليك أن تقوم بإجراء بعض الأبحاث عن الجمهور المستهدف، طبيعة الخدمات والمنتجات التي يقدمها المشروع، رؤية المشروع، المزايا النسبية للمنتجات، وغير ذلك.
2- قم بإنشاء نموذج عن الجمهور المستهدف
بعد أن أصبح لديك رؤية واضحة عن المحتوى وأهدافه والرسائل التي ستقوم بإرسالها لجمهورك، لكن ما رأيك لو أعددت نموذجاً للجمهور المستهدف بحيث تفكر به كأنه شخص ماثل أمامك وترغب بمخاطبته؟ ليشعر جمهورك وكأنك تتحدث إليه بشكل مباشر. في الحقيقة هذا ما يسمى بشخصية الجمهور والتي بناءً عليها ستحدد مع من تتحدث؟ كيف تتحدث؟ وأين تجدها؟ لكن كيف يمكنك بناء شخصية العميل هذه؟ هل تذكر حديثنا في المقال الماضي عن التسويق بالمحتوى؟ حسناً، حاول إذاً استحضار مبادئ التسويق التي تعلمتها لتستخدمها هنا أيضاً. ستتعامل مع عملاءك أو جمهورك وكأنك تقوم بالإعداد لحملة تسويقية، تواصل معهم، حدد متطلباتهم واحتياجاتهم ورغباتهم، حدد أيضاً ما يكرهونه وما يبتعدون عنه. قم بإجراء بعض الأبحاث أو حتى بعض التجارب، ضع خطوطاً مبدئية ومن ثم قم بتعديلها وتغييرها حسب نتائج تلك التجارب، لتصل أخيراً إلى الشخصية المثالية المناسبة للمشروع. وما عليك في هذه الحالة إلا أن تقوم بمخاطبة هذه الشخصية لتوصل إليها رسالتك من خلال المحتوى المناسب.
3- رافق عميلك في رحلة
لحظة! لا تتسرع و تحزم حقائبك! لن تغادر منزلك ولن تخرج في رحلة حقيقية، بل سترافق عميلك برحلته مع المنتج. هناك ما يسمى برحلة العميل وهي الرحلة التي يخوضها قبل أن يقرر شراء الخدمة أو المنتج، حيث تمر تلك الرحلة بعدة مراحل رئيسية يتم تحديدها بما هو مناسب حسب كل مشروع.
4- قم بمراجعة المحتوى
لا أقصد هنا التدقيق، وإنما مراجعته لكي تضمن بأن المحتوى الذي عملت عليه يتناسب مع استراتيجية المحتوى أو مناسب للأهداف والمعايير التي قمت بوضعها بناء على شخصية أو رحلة العميل، ستساعدك عملية المراجعة على تنظيم المحتوى بالشكل الأمثل بما يتناسب مع استراتيجية المحتوى والخطة التفصيلية التي ستقوم بوضعها. وفي هذه المرحلة يفضل مراجعة كل أشكال المحتوى الذي قمت بإعداده سواء الذي عملت عليه منذ فترة أو الذي عملت عليه مؤخراً. حاول أن تتأكد من أن:
وبناءً على هذه النقاط، ابحث عن التعديلات والتغييرات اللازمة.
5- اختر نوع المحتوى المناسب
إن المحتوى ليس عبارة عن مقالات فقط أو محتوى مكتوب، هناك المحتوى المرئي أو الكتب الإلكترونية أو غيرها، وفي هذه المرحلة عليك اختيار النوع المناسب الذي يمكن أن يناسب جمهورك المستهدف. وفي حال قمت بدراسة جمهورك المستهدف بالطريقة المناسبة لن تجد أي صعوبة في هذه المرحلة.
6- قم بالترويج للمحتوى
وهي المرحلة التي ستبدأ فيها بالفعل بملاحظة الأثر الذي سيخلفه المحتوى بعد نشره وتوصيله إلى الشريحة المستهدفة. وبالطبع أنت هنا لست بحاجة فقط لنشر المحتوى ووصوله إلى أكبر عدد من الأشخاص، بل أنت بحاجة لوصوله إلى فئة معينة من الأشخاص، لذلك فإنك بحاجة لاستراتيجية أيضاً. قد أتحدث عن استراتيجيات الترويج أو تحديداً وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها الوسيلة الأكثر استخداماً للترويج. لكن ما يهم حالياً هو أن تعلم بأن هذه الاستراتيجية يجب أن تتضمن كافة التفاصيل المتعلقة بإيصال المحتوى للشريحة المستهدفة، مثلاً حجم المحتوى الذي يتم نشره، المنصات التي يجب استخدامها، ما هي أفضل وسيلة للوصول إلى الفئة المستهدفة، وغير ذلك.